ياسر اللحامى رجل المعجزات

المهندس/ياسر يوسف عبدالمولي اللحامي
وشهرته ياسر اللحامي
واحد من أبرز رجالات الفيوم عامة وأبشواي ويوسف الصديق خاصة خلال العقدين الأخيرين من الزمان
ويعتبر آخر نائب شرعي للدائرة عن مقعد العمال والفلاحين
آثرت في البداية ذكر اسمه كاملآ للتذكير بتاريخ أسرته العريق المشرف علي الساحة السياسية
... عن صفاته الشخصية .....فهو يشتهر بالجود والكرم ودماثة الخلق واعتزازه الشديد بكرامته وعزته
وعن المشاركة المجتمعية فهو صاحب باع كبير فيها ويشتهر بأعماله الخيرية الكثيرة التي لم تسلم من بطش النظام السابق كأعماله السياسية
أما عن تاريخه السياسي فهو مادة ثرية للنقاش والجدل بسبب المحطات العديدة التي مر بها خلال تلك الحقبة التي اشتغل خلالها بالسياسة
بدأ العمل السياسي أمينآ للحزب الوطني المنحل- فعلآ وخلقآ- بمركز أبشواي
وسريعآ ما أصبح نائبآ بمجلس الشعب عن الدائرة مشاركة مع وزير السرطان وأحد أقوي رجال الدولة آنذاك يوسف والي وذلك في عام ١٩٩٥
وأبرز ما تميز به ياسر اللحامي هو قدرته الفائقة علي اتخاذ قرارات جوهرية تثير الجدل سريعآ دون أن يعول علي السنين تغيير الواقع المرير
كان أول من استقال من مجلس الشعب في تاريخه وتبع ذلك استقالة من الحزب الوطني أيضآ رغم الضغوط الكبيرة عليه في تلك الفترة
حيث كان الحزب الوطني في قمة جبروته وسطوته وفساده وسيطرته
وجاءت استقالته رفضآ منه لأن يكون ترسآ في منظومة الفساد الحاكمة المتمثلة في الحزب الوطني ورجالاته
واعتراضآ منه علي يوسف والي وسلطاته الواسعة ورغبته الجامحة في التقليل من شأن اللحامي آنذاك
والمحطة التالية في مسيرته كانت انضمامه لحزب الوفد وتقلده منصب أمين حزب الوفد في محافظة الفيوم
وسريعآ ما اكتشف أن أحلام حزب الوفد لاترتقي أبدآ لطموحه ورغبته الشديدة في مكافحة ومنافسة الحزب الوطني الفاسد
فاستقال أيضآ من حزب الوفد كمااستقال من الحزب المنحل
ومرت انتخابات الشعب ٢٠٠٠ وفضل اللحامي خلالها الابتعاد وإعادة حساباته السياسية من خلال دراسة الوضع الراهن علي الساحة حيث كانت سلطات والي واسعة في اختيار المرشحين وفي تزوير الانتخابات لصالحهم ولصالحه.
وربما يكون الأكثر إثارة في شخصية هذا الرجل هو إصراره وصموده الكبير أمام أي ضغوط لأجل إقناعه بما لا يريد ومالا يناسب طموحه وشخصيته
أذكر أنه خلال تلك السنوات تكبد ياسر اللحامي خسائر مالية فادحة بسبب جبروت الحزب الفاسد وسطوة وزير الفساد يوسف والي
خسائر وصلت لسكب الحليب الذي تدره مزرعته في البحار بعد رفض الشركات استقباله بناء علي توصيات من رعاة الفساد في مصر.
ويبدو أن ياسر اللحامي كان قد اتخذ قراره بعدم الانضمام لأي حزب لصعوبة التلاقي بين مايحلم به ويرغب في تحقيقه وسقف الطموح لكل الأحزاب الكرتونية آنذاك
وأعلم جيدآ أن هناك ضغوطآ كانت تمارس علي اللحامي لأجل عودته للحزب المنحل من خلال النائب السابق كمال الشاذلي والعديد من رجال جمال مبارك.
ولم يكن ذلك رغبة منهم في اللحامي ذاته ولكن لافتقار المنطقة إلي رجال بحجم وقيمة اللحامي وهو ما كان يهدد تواجد وسيطرة الحزب في المنطقة.
حيث كان يوسف والي يتعمد تهميش الشرفاء وتقريب الشخصيات الكرتونية البهلوانية وهو ما جعل المنطقة تنضب وتعجز عن إفراز شخصيات حقيقية تصلح للتمثيل البرلماني وتقنع الناخب والحكومة الفاسدة في آن واحد.
أعد اللحامي عدته وقرر خوض انتخابات الشعب في عام2005 وكان هدفه الرئيسي هو المساهمة في إسقاط يوسف والي والتخلص منه ومن ظلمه وفساده
واستطاع بالفعل تحقيق المعادلة الصعبة مشاركة مع ناخبي الدائرة ،حيث سقط والي سقوطآ مروعآ أمام نائب الإخوان المسلمين د/حسن يوسف
واستطاع اللحامي الفوز بمقعد العمال عن الدائرة وكانت فرحته غامرة بسقوط أمبراطورية الفساد المتمثلة في هذا الوالي
وكانت تلك الفترة من عام2005إلي 2010
اختبارآ صعبآ للحامي حيث كان يتوقع منه أهالي الدائرة تقديم الخدمات المطلوبة للمنطقة بأسرها وتلببة احتياجاتهم.
ولكن رغبة اللحامي في تحقيق مطالب الجماهير قوبلت برغبة عارمة من الحكومة الفاسدة في تعطيل كل مايسعي اللحامي لتحقيقه للتقليل منه وتشويهه
وبالفعل نجحت الحكومة في إفساد كل محاولاته لخدمة أهل المنطقة كمانجحت أيضآ في توتر العلاقة إلي حد ما بين اللحامي والعديد من أهالي الدائرة بسبب ذيول النظام التي تولت وأخذت علي عاتقها بث الفتنة بينهما من خلال التلويح بكارت عدم قدرته علي تحقيق مطالبهم.
واعتقد أن اللحامي ذاته ساهم بشكل كبير في نجاح الذيول في بث تلك الفتنة حيث ندرت لقاءاته بالجماهير لشرح تفاصيل مايحدث من تعمد لتعطيل تنفيذ مطالب أهل دائرته انتقامآ منه لمساهمته في هدم أسطورة الفساد والي وإنهاء سيطرة الحزب الفاسد علي الدائرة.
وكانت انتخابات 2010 بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير وبنفس حدثه وتوقعاته وحنكته بالابتعاد عن انتخابات2000 ابتعد اللحامي أيضآ عن التزوير الذي شابه شئ من الانتخابات في
2010
وأهم مايميز مسيرة اللحامي هو حسن اختيار التوقيت ....متي يرشح نفسه.....ومتي يترفع عن الترشيح.
وأكرمنا الله بالثورة المجيدة في 25يناير
ثورة أسقطت الظلم والقهر والفساد
وأعادت مصر إلي أهلها الشرفاء
وتوقعت حضورآ طاغيآ لياسر اللحامي لوجود تار قديم مع هذا النظام ورجالاته الفاسدين.
ولكن خابت توقعاتي ولم ألحظ أي تواجد له خلالها وغابت أخباره
وعندما عدت لمصر وسألت المقربين علمت بأن اللحامي خلال الفترة الماضية كان يمر بظروف صحية حالت دون تواجده ومشاركاته الفعالة في زخم الثورة.
وعلمت أيضآ أنه كان علي اتصال مباشر بالثوار في ميدان التحرير ولا أعلم حقيقة هل عرض أم ساهم في تزويدهم بما يحتاجونه من زاد خلال فترة الثورة.
ومنذ سقوط النظام والضغوط كبيرة علي اللحامي لخوض الانتخابات البرلمانية ، فقد علم الجميع قدر وقيمة وقامة اللحامي وشرفه ونزاهته بالابتعاد عن هذا النظام ومناهضته في عز قوته وسطوته ولم يخشي بطشهم ولم يرهبه سطوتهم وسلطانهم.
واللحامي رافض تمامآ لتلك الضغوط
والآن وقد أصبحنا قاب قوسين أو أدني من فتح باب الترشيح لانتخابات مجلس الشعب
أسئلة وتكهنات عديدة تدور حول موقف اللحامي منها
فالبعض يري أن هناك ضغوط كبيرة تمارس من قبل حمدين صباحي وحزب الكرامة لأجل ترشحه علي قوائمه حيث وجدوا فيه ضالتهم المنشودة.
وتكهنات أخري تؤكد بأن اللحامي قد اكتفي بما كان يصبو إليه وحارب كثيرآ من أجله وهو إسقاط إمبراطورية الفساد في مصر المتمثلة في الحزب الوطني المنحل والنظام السابق.
اختلفنا أم اتفقنا علي ياسر اللحامي سياسيآ
بالتأكيد لن نختلف عليه علي المستوي الإنساني والنزاهة والشرف
وبالتأكيد ابتعاده عن الساحة السياسية في تلك الفترة خسارة كبيرة للمنطقة وذلك لما يتمتع به من صفات تناسب رجل المرحلة
فما أحوج مصر الآن لرجال لايخشون في الله لومة لائم ، ولاترهبهم الأقوال ، ولاتهددهم الأفعال.
أعلم جيدآ أن شهادتي ربما تكون مجروحة في حق هذا الرجل ولكن ماذكرته هو سرد لمسيرته السياسية دون غلط أو تدليس
ونزاهة وشرف الكلمة أهم عندي من كلمات لن تزيد من قدر وقيمة هذا الرجل الشريف.
وقد اعتاد قلمي ألا يكتب إلا حقآ
ولازال المجال مفتوح أمامكم جميعآ للنقاش حول هذا الرجل وذكر سلبياته وايجابياته في إطار حوار راق محترم .
وأتيقن أن الكثير من أصدقائي لديهم الكثير والكثير مما لا أعرفه عن هذا الرجل
ولازال الحديث مستمرآ

د/عبدالكريم سالم هليل