سقط القناع ( قصيدة )

سقط القناع ( قصيدة )

******

سَقطَ القِناعُ وَبَانَ وَجهُ مَفاسِدٍ ... وَمَظالمٍ وَمَصائبٍ وَعَساكِرِ

وَطنٌ يُباعُ بِبَخسِ مالِ خَدِيعةٍ ... لِعدُوِّنا وَلئيمِنا وَلِسافِرِ

سَقطَ الذينَ بِجَمْعِهِمْ سُحُبٌ بِها ... هَطِلٌ بأَدْخِنةٍ كَفِعلِ سَوَاحِرِ

سَقطَ القِناعُ وَحِزبُ نَهبِ خِزَانةٍ ... وَمَعِيشةٍ وَحَقيقةٍ وَمَشاعِرِ

سَقطُوا، وَزالَ خَيالُهمْ وَرِجالُهُمْ ... وَجُنودُ حَربِ شَرِيعةٍ وَمَفاخِرِ

حَرصُوا على مُتَعٍ وَفنِّ رَخِيصةٍ ... شُغِلوا بِلَهْوِ تَفاهَةٍ وَمَظاهِرِ

وَرَضُوا بِذُلِّ عَمَالةٍ وَتَصنُّعٍ ... وَتَمَيُّعٍ لِخَلائقٍ وَضَمائرِ

تَركُوا تَحاكُمَ أَمرِهمْ وَمَعاشِهمْ ... لِمَجالِسٍ وَمَطامِعٍ وَغَوادِرِ

خَذلُوا سَلامَ نَبيِّهمْ وَبلادِهمْ ... وَرَمَوهُ في شَطَطٍ بِشرِّ جَوائرِ

حَكمُوا وما عَدَلوا بِحُكمِ كِتابِهمْ ... فإذَا مَحاكِمُهمْ تَعُجُّ بِجائرِ

زَعَموا لِدِينِ رَسُولِهم تَبَعٌ، ومَا ... عَمِلوا بِسُنَّتِهمْ وَلا بِتَواتُرِ

وعَمُوا وَخابَ خِداعُهمْ وَعِنادُهمْ ... وَنَسُوا حِسَابَ مَعَادِهِم وَسَرائرِ

وَشُعُوبُهمْ تَعِبَتْ لِسَلبِ حُقُوقِهمْ ... وَحَياتِهمْ حِقَباً وَكُلَّ نَواضِرِ

فَتَحُوا شُرُورَ فَسَادِهمْ طُرُقاً بِها ... حُفَرٌ لِوأدِ مُغرَّرٍ وَلِسائرِ

وَشُعوبُهمْ بِشَبابِهمْ وَنِسائِهمْ ... خُدِعَتْ بِمَكرِ غَرِيبةٍ وَلِقاهِرِ

ولقَهرهِمْ صَبروا لِحِينِ نِضالِهمْ ... وَمَعادِ نَصْرِ ظُلاَمَةٍ وَمُثابرِ

سَقطَ القِناعُ.. فَأينَ ما جَمَعوا رَدَى؟ ... ذَهَبُوا وَما جَمَعوا وَزَيفُ مُناصِرِ

ذَهبُوا كمَا ذَهبَ الفَراعِنةُ الَّذِي ... نَ لنا بِهمْ عِبَرٌ كَيومِ غَوَابِرِ

رَحلُوا لِيُشرقَ ضَوءُ فَجرِ تَحرُّرٍ ... فَيُزِيلَ ظُلمَ مُطفِّفٍ وَمُكابرِ

بِكَتائبٍ عَزَمتْ لِنَصرِ كَرامةٍ ... وَحياةِ جِيلِ عَظائمٍ وَنَواصِرِ

وَخِلافةٌ بِإمامَةٍ وَعَدالةٍ ... وَسَلامةٍ أَمَلٌ تَعُودُ بِنَاصِرِ


نشرت بموقع: الألوكة


وكتبه

عاطف الفيومي
باحث إسلامي
غفر الله له

********************

***********